قالت صحيفة يديعوت أحرنوت في تقرير لها إن وسطاء قطريون ومصريون صياغة إطار اتفاق جديد لوقف الحرب في غزة، يشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، أحياءً وأمواتًا، مقابل انسحاب كامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع. ويحظى المقترح بدعم عدة دول خليجية كبرى، التي تخشى من تفاقم عدم الاستقرار الإقليمي إذا مضت إسرائيل في خططها للسيطرة الكاملة على غزة.

ونقلت العربي الجديد عن وكالة "أسوشيتد برس" أن النقاشات الجارية تهدف إلى معالجة قضايا جوهرية، أبرزها سلاح حركة حماس، إذ يتركز المقترح على إبقاء السلاح بيد الحركة مقابل التزامها بعدم استخدامه، إلى جانب تخليها عن إدارة القطاع، وهو أمر تشير تصريحات الحركة طوال الحرب إلى استعدادها لقبوله.

يدعو الإطار الجديد إلى تشكيل لجنة عربية فلسطينية تتولى إدارة غزة والإشراف على إعادة إعمارها، إلى أن تتشكل إدارة فلسطينية جديدة بقوات أمنية مدرّبة على يد دولتين حليفتين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، دون أن يُحدد المقترح ما إذا كانت السلطة الفلسطينية ستتولى الحكم أو من سيقود الإدارة المقبلة.

 

أبلغ الوسطاء واشنطن بالملامح العامة للمقترح، بينما لم يصدر أي تعليق رسمي من الدوحة أو القاهرة.

وأفاد مسؤول عربي مشارك في الوساطة بأن العمل جارٍ على صيغة نهائية، في وقت رفضت فيه حماس التخلي عن سلاحها ما دامت إسرائيل تواصل قصفها واحتلالها للقطاع.

قرارات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الأخيرة قضت بتوسيع العمليات العسكرية واحتلال القطاع بالكامل، ما يعقّد جهود الوساطة.

وتشير التقديرات إلى احتمال نزوح ما يصل إلى مليون فلسطيني، مع تركيز الهجوم الإسرائيلي على شمال ووسط غزة، بما في ذلك مدينة غزة.

تصر إسرائيل على شرط تفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحماس في غزة، وترفض في الوقت نفسه منح السلطة الفلسطينية الحالية السيطرة على القطاع.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هدف إسرائيل ليس السيطرة على غزة، بل "تحريرها من حماس وتمكين قيام حكومة سلمية"، رغم أنه يواجه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب.

أعرب المسؤولون العرب الذين تحدثوا لـ"أسوشيتد برس" عن قلقهم من أن يؤدي إعادة احتلال غزة إلى تقويض الاستقرار الإقليمي.

وأكد مسؤول في حماس – رفض كشف هويته – أن الحركة لم تتلقَ أي تفاصيل حول المقترح الجديد، رغم علمها بمحاولات الوسطاء إعادة إحياء المفاوضات.

في سياق موازٍ، أفاد الصحفي باراك رافيد عبر منصة "إكس" بأن ستيف ويتكوف، المبعوث السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، سيلتقي رئيس وزراء قطر السبت في إسبانيا لبحث خطة لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الأسرى.

تقدّر إسرائيل أن نحو 49 أسيرًا لا يزالون في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، قتل أكثر من 61 ألف شخص في غزة جراء الهجوم الإسرائيلي، بينهم أكثر من 200 لقوا حتفهم بسبب الجوع نتيجة القيود الإسرائيلية على المساعدات الإنسانية.

ورغم التحركات الدبلوماسية، خلص اجتماع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي الخميس إلى أن فرص التوصل لاتفاق منخفضة، رغم تلقي إشارات من الوسطاء بأن حماس باتت قريبة من العودة إلى طاولة المفاوضات.

لكن المسؤولين الإسرائيليين يشككون في نوايا الحركة، معتبرين أنها لا ترى فائدة في الاتفاق حاليًا في ظل الأوضاع الدولية والموقف الإسرائيلي.

وفي خطوة ميدانية، اجتمع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زمير مع ضباط كبار لبدء التخطيط لعملية عسكرية في شمال غزة، تبدأ باحتلال مدينة غزة، وحدد 7 أكتوبر كموعد نهائي لإجلاء المدنيين.

حذر زمير من أن العملية قد تعرض حياة الأسرى للخطر وتزيد الضغط على القوات الإسرائيلية.

ونقلت يديعوت أحرنوت عن ويتكوف تصريحه في وقت سابق لعائلات الأسرى: "نعتقد أن المفاوضات يجب أن تتحول إلى نهج الكل أو لا شيء – إنهاء الحرب وإعادة جميع الأسرى في وقت واحد، فهذا هو السبيل الوحيد".

جاء ذلك قبل قرار الحكومة الإسرائيلية المضي في السيطرة على غزة، وهو ما قد يعرقل أي جهود للتوصل إلى اتفاق شامل.
https://www.ynetnews.com/article/sybxic7ugx